في ظل التحول الرقمي الكبير الذي تشهده القطاعات المصرفية عالميًا، يواصل صحار الدولي مسيرته في ريادة التحول الاستراتيجي في الخدمات المصرفية للشركات في سلطنة عُمان عبر منصاته المبتكرة التي توفر خدمات متطورة.

يقف القطاع المصرفي على أعتاب تحول رقمي كبير، حيث يشير التقرير السنوي لصندوق النقد الدولي (IMF) للعام 2023 إلى الزيادة الملحوظة والطلب المتزايد للوصول إلى الخدمات المصرفية الرقمية، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة عدد وحجم المعاملات المصرفية الرقمية، الأمر الذي ينسجم مع أبرز 10 توجهات مصرفية جديدة للعام 2024، مما يضاعف من أهمية التحول الرقمي في إعادة تشكيل الإجراءات الأمنية، والكفاءة التشغيلية، وتجربة الزبائن الشاملة في القطاع المصرفي.

ويأتي هذا التوجه ملائمًا لجميع الشركات بمختلف أحجامها، أما بالنسبة للبنوك فإن الأمر يتطلب فهمًا دقيقًا للزبائن وفق نظام مميز يعمل بأحدث التطورات الرقمية، حيث تلعب التغيرات المستمرة التي يشهدها القطاع وقابلية التشغيل والتكامل أدوارًا حاسمة في تطبيق هذه التطورات الرقمية لتلبية تطلعات الشركات.

الخدمات المصرفية الرقمية للشركات

تشهد إجراءات المدفوعات تطورًا مطردًا على المستويين المحلي والعالمي، ويأتي هذا التطور منسجمًا مع التقنيات المطورة التي تعيد تعريف وسائل الدفع، والتحويل، والادخار والاستثمار، حيث يوجد في السلطنة توجه واضح سريع الوتيرة بين أوساط المستهلكين من الأفراد والشركات والقطاع المصرفي، حيث أصبح المستهلك يفضل وسائل الدفع الإلكترونية على الدفع بالنقد أو عبر الشيكات التقليدية.

وبالنظر إلى معاملات غرفة المقاصة الآلية نجد أن الحجم وقيمة المعاملات قد شهدا ارتفاعًا مستمرًا، حيث ارتفع الحجم في الخمسة أعوام الماضية أكثر من 2.5 مرة، بداية من 7.2 مليون معاملة تم تسجيلها في العام 2018 إلى 18.5 مليون معاملة في العام 2022. ويمكن ملاحظة اتجاه مماثل للنمو بـ2.5 مرة في قيمة معاملات غرفة المقاصة الآلية، حيث ارتفعت من 4.7 مليار ريال عماني في عام 2018 إلى 11.5 مليار ريال عماني في عام 2022. ويؤكد هذا التحول الديناميكي توجه الزبائن في السلطنة وتفضيلهم لإتمام المعاملات رقميًا.

عليه، ما الذي تعنيه هذه التوجهات بالنسبة للبنوك؟

إن ضرورة التحول الرقمي في الخدمات المصرفية للشركات مدفوعة بحاجة البنوك إلى تلبية تطلبات الزبائن المتغيرة ومواكبة ديناميكيات القطاع، كما أن البنوك ليست مضطرة إلى التميز في تقديم عروضها فحسب، بل يجب عليها أن تكون من رواد مقدمي الحلول المبتكرة التي تجتذب الزبائن من الشركات وتحتفظ بهم، وتمكنهم من إدارة أعمالهم وتنميتها. عليه فإن البنوك التي تستثمر بشكل استراتيجي في التحول الرقمي تكتسب ميزة عن غيرها، إذ تضع نفسها ضمن ريادة السوق في عصر تعتبر فيه الابتكار الرقمي أمرًا في بالغ الأهمية من أجل تحقيق النجاح لدى الشركات.

البقاء في الطليعة

يدرك البنك المركزي العماني إمكانات التكنولوجيا في تشكيل مستقبل التمويل، كما أنه يلتزم بتعزيز بيئة تحتضن الابتكار وتحمي مصالح مواطنيها، وتتضمن مبادرات البنك المركزي العماني في هذا الشأن توفير إطار لترخيص مقدمي خدمات الدفع (أو الـPSP)، ووضع إرشادات ومعايير توجيهية واضحة لمقدمي خدمات الدفع. ويعزز هذا الإطار الشفافية والمساءلة، ويخلق سوقاً تنافسيًا يعود بالفائدة على الشركات والمستهلكين. أما من حيث الخدمات المصرفية للشركات، وجّه البنك المركزي العماني جميع البنوك العاملة في السلطنة لاستخدام وسائل رقمية حديثة لتحويل الرواتب بدلاً من الوسائل التقليدية.

وفيما يتعلق بالخدمات المصرفية التجارية، أصبحت المنصات الرقمية في غاية الأهمية، إذ أحدثت بفضلها ثورة في المعاملات التقليدية. ولا تعمل الأصول التكنولوجية على تبسيط العمليات فحسب، بل توفر أيضًا معلومات فورية تعزز الشفافية وسرعة إتمام العمليات واتخاذ القرارات.

اعتماد الخدمات المصرفية للشركات

تواصل منصة صحار الدولي الرقمية الموحدة للمعاملات المصرفية إمكانية الاستفادة من حلول رقمية متطورة لتجسد اليوم مثالاً حيًا لتطور الحلول المصرفية المخصصة للشركات، إذ تعمل المنصة على تمكين الشركات من إدارة النقد بطريقة استثنائية، وتعمل كذلك على تقديم حلول مصرفية متكاملة لإدارة السيولة المالية والخدمات المتعلقة بالتمويل التجاري. ومن خلال منصة فاعلة وآمنة واستثنائية وسهلة الاستخدام، يواصل صحار الدولي مسيرته نحو تعزيز تجربة الزبائن من فئة الشركات وتقديم خدمات بجودة وكفاءة عالية.

بدورها تلبي المنصة الاحتياجات المتغيرة للزبائن من فئة الشركات والمؤسسات الحكومية، حيث يوفر البنك من خلال المنصة مجموعة مميزة من التعاملات المصرفية، كالتسوية البنكية التلقائية، وتمويل التجارة الرقمية، والوصول إلى نظام رقمي يربط بين التجار والزبائن لتمويل سلسلة التوريد، حيث يعد هذا النهج المتكامل مثاليًا من أجل تعزيز التعاون والشفافية في المعاملات التجارية.

بالإضافة إلى ذلك، تتيح المنصة الرقمية الموحدة للمعاملات المصرفية من صحار الدولي إمكانية اتمام المعاملات سواء من خلال الانترنت أو عبر حلول تتكامل بشكل سلس مع نظام تخطيط الموارد الخاص بالشركات من أجل أتمتة كاملة للمدفوعات. كما أن تطبيق صحار الدولي للخدمات المصرفية عبر الهواتف الذكية للشركات تم تصميمه لتمكين المدراء التنفيذيين من اتمام المعاملات عن بعد، الأمر الذي يتيح للزبائن من فئة الشركات سهولة الاستخدام ليتمكنوا من تعزيز شؤونهم المالية.

بدورها تتميز منصة صحار الدولي عن غيرها في القطاع المصرفي بتكاملها السلس وحلولها المخصصة التي توفر للشركات وسائل عديدة وأكثر كفاءة لإدارة المدفوعات والمستحقات. ولقد اكتسبت كفاءة البنك الرقمية التقدير والثقة من الزبائن، بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة، والمؤسسات التجارية الكبرى، مما أدى إلى زيادة ملحوظة في استقطاب المنصة لعدد كبير من الزبائن الجدد من فئة الشركات.

لقد أصبح الابتكار والاستثمار في التكنولوجيا المتطورة كالذكاء الاصطناعي وتصميم حلولاً متكاملة لتلبية احتياجات الزبائن المتغيرة أمرًا بالغًا في الأهمية، عليه لسناهم  معًا على تنشئة مجتمع رقمي قادر على الاسهام في خلق مستقبل أفضل داعم الابتكار ويفتح آفاقًا جديدة للنجاح ورضا الزبائن.